على قارعه الطريق قعد شاب مستعطيا ...شاب قوى الجسم قد اضعفه الجوع فجلس فى منتصف الشارع مادا يده نحو العابرين متسولا مستغيثا بالمحسنين مرددا ايات انكساره شاكيا الام جوعه..خيم الليل وقد يبست شفتاه وتعب لسانه ولم تزل يده فارغه مثل جوفه فقام وذهب الى خارج المدينه وجلس بين الاشجار باكيا بكاء مرا ثم رفع نحو السماء عينيه يغشاهما الدمع وقال والجوع يقول معه ( يارب لقد ذهبت الى الغنى اطلب عملا فطردنى لرثاثه اثوابى ...وطرقت باب المدرسه فمنعونى لفراغ يدى واخيرا سعيت متسولا فرانى عبادك يارب وقالوا هذا قوى نشيط والاحسان لايجوز على ابن الكسل ...فلماذا تمنع عنى رزقك يارب وان اطلب الرزق باسمك؟....هل ارتكبت جريمه فاستحققت عقابك وسخطك؟ ..ثم تغيرت سحنه الرجل اليائس فهب واقفا وانتصب ولمعت عيناه كالشهب ثم اقتطع من الاغصان اليابسه فرعا ضخما واشار به نحو المدينه وصرخ قائلا..(طلبت الحياه بعرق الجبين فلم اجدها ..فسوف احصل عليها بقوه ساعدى ...وسالت الخبز باسم المحبه فلم يسمعنى الناس فساطلبه باسم الشر واستزيد منه ) ..
ومرت الاعوام والشاب يقطع الاعناق من اجل الحصول على الاموال فزادت ثروته وعم بطشه وصار محبوبا من لصوص القوم ومخيفا لعقلائهم ثم انتدبه رئيس المدينه ليعمل معه شان كل الرؤساء فى انتقاء العاملين معهم ..
كذلك يصنع الانسان من المسكين سفاحا ومن ابن السلام قاتلا بقساوته ..